النشأة والتطور

مكانة مكة المكرمة العلمية والعالمية: 

إن الدين الإسلامي دين علم ومعرفة، يحث على التعلم والتعليم، فلقد أنزلت أول آيات القرآن الكريم على النبي الكريم r، وفيها الحث على التعلم

وقد جرى التنويه في آيات كثيرة على أهمية العلم وفضله، ومنزلة العلماء

ولم يفرق الإسلام في ذلك بين ذكر وأنثى، بل جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. 

وقد ارتبطت نشأة التعليم في الإسلام ارتباطاً وثيقاً بتدريس القرآن الكريم، كمصدر أساس للعلم والمعرفة، كما تميّزت مكة المكرمة، وعلا شأن مكانتها العلمية كونها محط أنظار العلماء والأدباء، واجتماعهم في موسم الحج، واختارها الله عز وجل أن تكون موضع أول بيت للناس في الأرض

وفي هذا إشارة إلى دور مكة العالمي، فهو دور ديني وحضاري معاً، فقد بدأ إعمار البيت على يد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وساعده في ذلك ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام -  ثم أتت دعوة الناس ليحجوا هذا البيت، وفي هذا تعريف وترحيب للقدوم لهذا البلد المبارك، ورفع لمكانته إلى مقام لم ترفع إليه أي مدينة في هذا الكون 

وهذا يؤكد أبعاد رسالة مكة المكرمة ودورها الرائد 

أسباب تأسيس الجمعية:

        إن تدريس القرآن الكريم في مكة المكرمة عُرِف منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، وكان يمارس في المسجد الحرام، وبعض الكتاتيب والمساجد، واشتهرت مكة المكرة بكبار القرّاء من الصحابة والتابعين، واستمراراً لهذه المسيرة المباركة نبعت فكرة تأسيس الجمعية من الشيخ محمد يوسف سيتي
-رحمه الله- والذي كان يأتي إلى مكة المكرمة في كل عام لصيام شهر رمضان بها، وفي عام 1381هـ شاهد إماماً يصلي بالناس ممسكاً بيده المصحف، فاستغرب الشيخ من ذلك، ثم ذهب مع صديقه الدكتور غلام مصطفى محمد إبراهيم -رحمه الله- وعرضا فكرة إنشاء الجمعية على معالي الشيخ محمد صالح القزاز -رحمه الله- فأوضح لهما أن لوزارة المعارف مدرسة تُعنى بتدريس القرآن الكريم، إضافة إلى المناهج الحكومية في الفترة الصباحية، وتمنح مكافأة شهرية مقدارها أربعون ريالاً لكل طالب، فطلب الشيخ محمد سيتي -رحمه الله- زيارة هذه المدرسة.

وبعد قيامه بهذه الزيارة التقى معالي الشيخ محمد القزاز -رحمه الله- وأبلغه أن هذه المدرسة فيها خير كثير بحمد الله تعالى، ولكنه يطمح أن يعمل شيئاً آخر غير هذا الموجود، وهو أن يؤسس مدارس وحلقات خيرية تهتم بتدريس الطلاب القرآن الكريم في المساجد، ومن بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء، لتعويد الطلاب على حضور صلاة الجماعة، وإشغال وقت فراغهم وحفظه بما ينفعهم، وما فيه مصلحتهم بأجل الأعمال وأفضلها، وهو حفظ القرآن الكريم مجوداً متقناً، ودون أن تتأثر دراستهم الرسمية في الفترة الصباحية، على أن تقوم هذه الحلقات والمدارس على تبرعات المحسنين من أهل الحي الذي تفتتح فيه ضماناً لاستمرارها بإذن الله تعالى، وقد التزم الشيخ محمد سيتي -رحمه الله- بدفع ثلث رواتب المدرسين من أمواله الخاصة، ومن أوقاف كانت تحت يده وتصرفه، وعلى غرار ما هو قائم على يديه في باكستان، حيث أسس بتوفيق الله عز وجل قبل ذلك التاريخ في عدد من مساجد باكستان أكثر من (335) مدرسة، بها أكثر من ثلاثين ألف طالب يدرسون كتاب الله عز وجل، ويحفظونه على أيدي أساتذة مجوِّدين، وقد نجح مشروعه هذا في باكستان نجاحاً باهراً، وطريقته أن يعين في كل مسجد أميناً وأربعة مساعدين، ينتخبهم أهل الحي، وتكون مهمتهم الإشراف المستمر على الدراسة، وعلى حضور الطلاب وانصرافهم، وجمع بقية الراتب من جماعتهم، ودفعه للأستاذ، وقد شجعه معالي الشيخ محمد صالح القزاز -رحمه الله- على ذلك بعد وضوح فكرة المشروع.

مراحل نشأة الجمعية وتطورها :

        مرّت هذه الجمعية منذ نشأتها بظروف ومتغيّرات، لم يكن تجاوزها بالأمر اليسير، لولا أن الله
عز وجل قيّض لها رجالاً اختارهم لخدمة كتابه الكريم في بلده الأمين، فبذلوا جهوداً مشكورة أسهمت بتوفيق الله عز وجل في تجاوز هذه الجمعية كافة الصعاب التي واجهتها، واستمرت في أداء رسالتها منذ تأسيسها في عام 1382هـ حتى وقتنا الحاضر، وعلى الوجه الذي يليق بأهل القرآن في بلد الله الحرام، وبتتبع مراحل نشأة الجمعية وتطورها من خلال المسح الشامل للتقارير السنوية التي تصدرها، والتي تعتبر المصدر الرئيس في رصد تاريخها ونشاطاتها، يمكن تصنيفها على النحو الآتي:


المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس والبدايات.

        تعتبر هذه المرحلة بداية عرض الفكرة، ومحاولة إقناع المسؤولين بهذا المشروع، وكان صاحب الفكرة الأساسية الشيخ محمد يوسف سيتي -رحمه الله- هو الذي قام بعرض المشروع على المسؤولين في مكة المكرمة، وكانت رعاية الله سبحانه وتعالى عوناً له في ذلك، ثم رجال من أعيان مكة المكرمة، ووجهائها الكرام في ذلك الوقت الذين ساندوه في تنفيذها، ومن أبرزهم الدكتور غلام مصطفى محمد إبراهيم -رحمه الله- ومعالي الشيخ محمد صالح القزاز -رحمه الله- الذي بدأ بعد اقتناعه بفكرة المشروع الاتصال بولاة الأمر، وكافة المسؤولين لحثهم على دعم هذه الجمعية، وأنفق عليها من ماله الخاص، وأسهم بجهده، وجاهه، ووقته في نشر فكرتها، وأوقف لها بعض عقاراته، وجمع لذلك ثلة كريمة من أعيان المجتمع في مكة المكرمة في ذلك الوقت لمساعدته في هذا العمل المبارك، مما أسهم بعد توفيق الله
عز وجل في بدء أعمالها وانتشار حلقاتها.

المرحلة الثانية: الانطلاقة الفعلية للجمعية.

        بدأت الجمعية أعمالها في شهر رمضان المبارك من عام 1382هـ بتأسيس أول حلقة رسمية لتعليم القرآن الكريم، في مسجد بن لادن بحي الحفائر بمكة المكرمة. وإن كانت الدراسة قد بدأت قبل ذلك بصورة غير منتظمة في المسجد الحرام، ومسجد اللّقامين، ثم أخذت الجمعية تنشر الدعوة إلى فتح المدارس في كل حي، وفي كل بلد، مبيّنة للناس طريقة هذه المدارس وآثارها الإيجابية.

وقد  استجاب -ولله الحمد- لهذه الدعوة المباركة عدد كبير من الناس، فتشكلت في البداية حلقات، ومدارس،  في مكة المكرمة، ثم انتشرت في عدد من مناطق المملكة، وفتحت مدارس كثيرة بعد هذا التاريخ.

وعندما بدأت الجمعية أعمالها أخذ القائمون على شؤونها يتصلون بالعلماء والوزراء وأعيان البلاد؛ لحثهم على دعم  المشروع ومساندته، فاتصلوا بسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
-رحمه الله- المفتي الأكبر للبلاد السعودية آنذاك، ولاقوا من سماحته كل دعم وتشجيع وترحيب بالفكرة، ودعا لهم بالتوفيق، وحثهم على متابعة العمل في هذا المجال، كما اتصلوا بصاحب المعالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ -رحمه الله- وزير المعارف آنذاك، وبصاحب المعالي الشيخ محمد سرور الصبان -رحمه الله- الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي آنذاك، وسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد -رحمه الله- الرئيس العام للإشراف الديني -آنذاك- ووجدوا من الجميع تجاوباً كبيراً مما كان له أكبر الأثر في دعم مسيرة الجمعية وتوسع نشاطها، وتحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها.

وقد وضع المؤسس الشيخ محمد يوسف سيتي -رحمه الله- أول لبنة في بناء الصرح المالي لهذه الجمعية، حيث أسهم بثلث رواتب المدرسين من أوقاف خيرية كانت تحت يده وتصرفه، ومن ماله الخاص، وكان الثلثان الباقيان يُجمعان من أهل الحي الذي تفتح في مسجده الحلقة.

واستمر على ذلك إلى شهر ذي الحجة عام 1387هـ، ثم توقف عن الدفع بداية من شهر محرم عام 1388هـ ، بسبب عدم تمكنه من الحصول على رخصة لإخراج النقد من بلاده إلى خارجها، وقد بلغ مجموع ما وصل للجمعية منه -رحمه الله- لحين توقفه عن الدعم مبلغاً وقدره (179468) ألف ريال.

وقام بسد هذا العجز في حينه معالي الأستاذ حسن بن عباس شربتلي -رحمه الله- فتبرع بمبلغ "خمسة آلاف وأربعمائة ريال" شهرياً مما كان له أكبر الأثر في تعويض النقص الحاصل من انقطاع المعونة التي كانت تصل من الشيخ محمد يوسف سيتي -رحمه الله-.

كما أن الشيخ محمد بن عوض بن لادن -رحمه الله- كان أول المستجيبين لدعم أنشطة الجمعية حيث تبرع بمبلغ "ثلاثة آلاف ريال شهرياً" ثم زادها إلى "خمسة آلاف ريال" كما كان يتبرع بمبلغ وقدره "ستون ألف ريال" سنوياً، مدة حياته، إضافة لتبرعات أخرى متنوعة كان يدفعها للجمعية واستمر على دفعها من بعده أولاده إكمالاً لمسيرة والدهم، وقد بلغ مجموع ما وصل للجمعية منه -رحمه الله- حتى نهاية عام 1387هـ مبلغاً وقدره (278,000) ألف ريال.

كما أن جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- عندما رفع له مجلس إدارة الجمعية وأبلغوه بالعجز المالي الحاصل على الجمعية، تبرع عدة مرات من ماله الخاص لتسديد هذا العجز، ورفع الحرج عن الجمعية، وكان جلالته يشرف إشرافاً مباشراً على أعمال مجلس إداراتها، ويتلقى تقاريرها السنوية، ويقدم النصائح والتوجيهات الكريمة للقائمين عليها، ويعتمد اختيار رئيسها، كما أن جلالته هو أول من وجّه بتقديم الإعانة المالية السنوية لدعم مناشط الجمعية وكافة الجمعيات الأخرى التي أنشئت بعدها، وأمر بصرفها من وزارة المالية، وكان لجلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- مواقفه المشرفة مع الجمعية؛ حيث أمر بصرف مبلغ "مليون ريال" لشراء أرض لتكون وقفاً ثابتاً للإنفاق منه على أنشطة الجمعية المختلفة، كما أمر جلالته بصرف مبلغ إضافي قدره "مليون وخمسمائة ألف ريال" لبناء المشروع، وكان لجلالته تبرعاً سنوياً يسلّم لإدارة الجمعية تنفقه على أنشطتها المختلفة.

وقد اتجهت الجمعية في بداية تأسيسها إلى رابطة العالم الإسلامي، حيث قرر المجلس التأسيسي للرابطة في دورته المنعقدة في شهر رجب عام 1383هـ تخصيص مبلغ عشرة آلاف ريال شهرياً للجمعية، وقامت الأمانة العامة للرابطة بتنفيذ هذا القرار، وقد بلغ مجموع ما وصل الجمعية من الرابطة حتى عام 1387هـ، مبلغاً وقدره (420,000) ألف ريال.

كما تعرفت الجمعية على رجل فاضل من أهل ليبيا وهو الحاج سليمان مطاوع، وقد تفضل فأسهم بما يعادل مائة جنيه استرليني شهرياً، وكانت الجمعية تصرف في تلك الفترة جوائز سنوية للطلبة المتفوقين ومساعدات شهرية للطلبة الأيتام، والمتفوقين في كل مسجد، وثلثي راتب المعلمين، وفي بعض الأحيان كان الراتب يصرف بالكامل من الجمعية.

وبعد أن وفق الله عز وجل مؤسسي جمعية مكة المكرمة لبدء أعمالها، ونشر فكرتها عملوا على تأسيس جمعيات أخرى في مناطق المملكة المختلفة، وقد أسست الجمعيات الآتية: 

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم ببريدة.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بجدة.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالطائف.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالباحة.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالظفير.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم ببلجرشي.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم برابغ.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بخميس مشيط.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بأبها.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالقنفذة.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بجيزان وتوابعها.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بظهران الجنوب.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بتبوك.

 جماعة تحفيظ القرآن الكريم ببيشة.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرس.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالريث.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالبكيرية.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالأطاولة.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم برنية.

جماعة تحفيظ القرآن الكريم بينبع النخل.

وكانت هذه الجمعيات تحت إشراف جمعية مكة المكرمة وتتلقى الدعم المالي، والإداري، والتعليمي منها، ويتم إيراد أعمالها وأنشطتها وأسماء أعضاء مجالس إدارتها، ونتائج طلابها، وملخص سير أعمالها في تقارير جمعية مكة المكرمة السنوية، كما كان رؤساء هذه الجمعيات يقومون بإرسال طلباتهم وتقاريرهم وكشوفاتهم المختلفة، وطلب الإعانة المالية إلى جمعية مكة المكرمة، بصفتها الجماعة الأولى الرئيسة، ثم استقلت هذه الجمعيات تدريجياً بعد أن استمرت فترة من الزمن تتبع جمعية مكة المكرمة.

مع الإحاطة بأن جمعية مكة المكرمة كانت تقدم بعض المساعدات المالية لمشروع تحفيظ القرآن الكريم بدولة السودان، مما يؤكد النظرة البعيدة للقائمين على هذا المشروع العظيم، ورغبتهم في نشر كتاب الله عز وجل وتعليمه في سائر الأقطار الإسلامية.

وفي عام 1386هـ تقدمت الجمعية بمكة المكرمة بطلب لوزارة المعارف لانتداب مفتشين لاختبار الطلاب الذين تقدموا في حفظهم في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض والطائف، وجدة، وبريدة، وقد تفضلت الوزارة مشكورة بإبلاغ مديريات التعليم في هذه المناطق، وجرى اختبار الطلاب ورصدت نتائجهم في التقرير الأول لجمعية مكة المكرمة الصادر في عام 1387هـ.

ويمكن تلخيص أبرز المعوّقات التي واجهت الجمعية في بداية تأسيسها في الأمور الآتية:

1) عدم تقبل فكرة إنشاء الجمعية من البعض.

2)  قلة الإقبال على الحلقات من أولياء الأمور، والطلاب.

3) العجز المستمر في الميزانية المالية بسبب كثرة المصاريف، وقلة الموارد.

4) عدم وجود أوقاف ثابتة للإنفاق منها على مناشط الجمعية.

5)  توقف الشيخ محمد سيتي -رحمه الله- عن دفع الرواتب لظروف خارجة عن إرادته.

6) افتتاح الجمعيات في المدن المختلفة على حساب جمعية مكة، مما تسبب في العجز المالي وقلة السيولة النقدية لدى الجمعية في مكة المكرمة.

المرحلة الثالثة: بداية الانتشار والتوسع.

ويمكن اعتبار هذه المرحلة بداية من عام 1386هـ، للأسباب التالية:

1-  صدور أول تقرير لأعمال الجمعية وأنشطتها منذ تأسيسها في عام 1382هـ حتى عام 1387هـ، مما أسهم في معرفة الناس لأعمالها النبيلة في تعليم كتاب الله العزيز، ببلد الله الحرام وسائر مدن المملكة العربية السعودية.

2-  اشتمال التقرير الأول على بيان إنجازات الجمعية منذ إنشائها، حيث كانت أول دفعة حفظت نصف القرآن الكريم في عام 1386هـ، وتم اختبارهم من قبل لجنة مشكلة من وزارة المعارف.

3-  أقامت الجمعية أول حفل تكريمي لطلابها الحفظة في شهر رمضان المبارك ليلة السابع والعشرين من عام 1386هـ بالمسجد الحرام.

4-  أول دعم تلقته الجمعية من وزارة المعارف كان في شهر رمضان عام 1387هـ، وهو عبارة عن جوائز للطلبة المتفوقين بمبلغ وقدره "عشرة آلاف ريال"، وزعت عليهم في الحفل الذي أقيم في شهر رمضان بالمسجد الحرام.

5-    أول مشاركة لأبناء الجمعية بإمامة المسلمين في صلاة التراويح كانت في عام 1386هـ.

6-    تم افتتاح معهد الأرقم بن أبي الأرقم في شهر محرم عام 1388هـ.

7-  احتفظت الجمعية بالفضل للمتبرعين من أهل الخير والإحسان، حيث ضمّنت التقرير الأول جميع أسماء المتبرعين، ومقدار تبرعاتهم منذ إنشاء الجمعية في عام 1382هـ وحتى صدور التقرير في عام 1387هـ، ليكون دافعاً لهم على الاستمرار في المساهمة، وترغيباً لغيرهم على المشاركة في مساعدة الجمعية لتتمكن من أداء رسالتها.

تلك هي بعض الأسس التي بني عليها تصنيف هذه المرحلة، فهي تشير إلى أن الجمعية استمرت في الانتشار والتوسع بتوفيق الله تعالى في مجال خدمة القرآن الكريم، وزيادة عدد الطلاب، والحلقات، والخريجين، من سنة إلى أخرى، وقد استمرت هذه المرحلة حتى نهاية عام 1400هـ

المرحلة الرابعة: مرحلة التنظيم الإداري.

يمكن اعتبار بداية هذه المرحلة من عام 1401هـ، حيث انضمت الجمعية تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وبدأت في تدوين بعض اللوائح الخاصة بالشؤون التعليمية والتربوية، حيث كان المسؤولون في الإشراف على الجانب التربوي والتعليمي  قبل ذلك يعتمدون في حفظ المعلومات على الذاكرة، وبدأت الاجتماعات تعقد بين رئيس الجمعية والمشرف العام والموجهين التربويين بشكل دوري بهدف تنظيم الجانب التعليمي في الجمعية، وتفعيل دور الموجهين والمعلمين في تنشيط الحركة التعليمية في حلقات الجمعية، ووضع الأنظمة والقرارات واللوائح التي تساعد على ذلك.

وأصبحت الجمعية بداية من عام 1414هـ تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بعد أن نُقلت لها الأمانة العامة لجماعات تحفيظ القرآن الكريم، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك بعد صدور الأمر السامي الكريم بإنشاء وزارة الشؤون الإسلامية.

وفي هذه المرحلة صدرت أول لائحة تتناول مهام الموجه في الجمعية، كما تم إدخال الحاسب الآلي؛ لتنظيم وتسهيل أعمال الإدارة والشؤون التعليمية في الجمعية. وقد استمرت الحلقات في تزايد مستمر بحمد الله تعالى حتى وصل عددها في نهاية عام 1413هـ إلى (538) حلقة.

المرحلة الخامسة: مرحلة التجديد والتطوير.

بدأت هذه المرحلة منذ صدور أول قرار لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتعيين مجلس إدارة الجمعية بمكة المكرمة ويحمل الرقم 37/ق/م وتاريخ 29/7/1422هـ، برئاسة فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبيد، وعضوية: 

-       الأستاذ نواف بن عبدالمطلب آل غالب الشريف -نائب الرئيس-

-       الدكتور حامد بن سالم الحربي                   -مسؤول مالي-

-       الدكتور حسن بن علي الحجاجي 

-       الدكتور محمد بن عمر بازمول 

-       الشريف هيزع بن علي الحسيني 

-       الدكتور عويد بن عيّاد المطرفي

حيث بدأ هذا المجلس في التجديد والتطوير لكافة أعمال إدارات الجمعية المختلفة: الإدارية، والمالية، والتعليمية، إكمالاً للمسيرة التي بدأها الأوائل من مؤسسي الجمعية وأصحاب الفضيلة والسعادة أعضاء مجالس إدارات الجمعية السابقين، ومن ذلك:

1-  التدوير الشامل لمديري القطاعات والموجهين، وتحديث الإدارات المختلفة وإعادة الهيكلة الإدارية لكافة أقسام الجمعية.

2-    إعادة تنظيم القسم النسوي.

3-    تخصيص مكاتب للشؤون التعليمية والإدارية والمالية.

4-    إنشاء قسم للعلاقات العامة بالجمعية.

5-  استحداث إدارة لتنمية موارد الجمعية، لمواجهة المصاريف المتزايدة من افتتاح الحلقات، والتوسع في أنشطة الجمعية المختلفة.

6-    إدخال عناصر جديدة في الإشراف التربوي لتوسيع دائرة الإشراف.

7-    التوسع في افتتاح الحلقات المختلفة وتوزيعها على كافة نواحي مكة المكرمة وضواحيها. 

8-    فتح الباب لتعيين المدرسين لمواجهة التزايد في طلب افتتاح الحلقات.

9-    تسليم رواتب المدرسين وصرفها عن طريق شيكات مسحوبة على البنوك المحلية.

10-   إنشاء قسم متخصص للاهتمام بصيانة أملاك الجمعية وعقاراتها، وتحصيل إيجاراتها.

11-   زيادة الحوافز والمكافآت المالية للطلاب، والمدرسين.

12-   تكريم الحاصلين على شهادات علمية عليا تشجيعاً لهم وتحفيزاً لزملائهم.

13- دعوة أهل البذل والإحسان للمساهمة في الاكتتاب الذي طرحته الجمعية لإعمار عقاراتها المعطّلة بطريقة الأسهم الخيرية.

14-   إنشاء موقع للجمعية على شبكة الإنترنت.

15-   زيادة الرواتب لمواجهة أعباء المعيشة.

16- التعاقد مع مكتب محاسب قانوني لمراجعة حسابات الجمعية وتدقيقها، وفق القواعد والإجراءات المحاسبية المعتمدة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

17-   افتتاح حلقات في موسم الحج لتدريس الحجاج فاتحة الكتاب وقصار السور.

18- تكريم داعمي الجمعية وأعضاء مجالس الإدارات السابقين، في الحفل السنوي الذي يقام بالمسجد الحرام في شهر رمضان المبارك من كل عام.

19- القيام بإعادة تأهيل بعض عقارات الجمعية القديمة بطريقة الاستثمار، مع إلزام المستثمر بصيانة كامل العقار وترميمه على حسابه الخاص، على أن تكون جميع الإصلاحات والإضافات التي يدخلها على العقار حقاً من حقوق الجمعية، وملكاً من أملاكها منذ إنشائها، وقد أسهم ذلك في ترميم بعض عقارات الجمعية القديمة وإعادة تأهيلها، ودون تحميل الجمعية أي أعباء مالية مع زيادة غلة هذه العقارات برفع قيمة إيجاراتها، ومن ذلك:

‌أ-     عمارة الجمعية الكائنة بجوار مسجد الأمير أحمد بن عبد العزيز بحي الرصيفة.

‌ب-   عمارة الجمعية الكائنة بحي المعابدة أمام مبنى إمارة منطقة مكة المكرمة.

‌ج- عمارة الجمعية الكائنة بحي أجياد السد أمام القصر الملكي.

20-   تزويد أقسام الجمعية المختلفة بشبكة حديثة من أجهزة الحاسب الآلي، لتنظيم العمل والرقي به لما هو أفضل وأمثل.

21-   إعادة الدراسة في الإجازة الصيفية بالمسجد الحرام وفق ضوابط ومميزات محفّزة للطلاب.

22-   إنشاء قسم متخصص للاهتمام بطلاب المسابقات.

23-   استحداث مكافأة نهاية خدمة لمدرسي الجمعية عند العجز، أو الوفاة.

24-   تنظيم مواعيد الإجازات وزيادتها لتتفق مع إجازات الدولة الرسمية.

25-   منح شهادة العضوية الفخرية لبعض المسؤولين ورجال الأعمال الذين لهم إسهامات متميزة في خدمة الجمعية.

26- افتتاح قسم للدراسات والتطوير، وتأسيس مكتبة متخصصة بهذا القسم، تحتوي على أهم المراجع والكتب المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه، لتكون مرجعاً لمنسوبي الجمعية. 

27-   إقامة الدورات المتخصصة في فن التعليم، والإشراف القرآني.

28- الاتفاق مع مكتب محاماة متخصص لمتابعة أعمال وقضايا الجمعية، والمطالبة بحقوقها في الدوائر الشرعية والرسمية المختلفة، واستكمال إجراءات تسجيل الأوقاف والوصايا الخاصة بالجمعية لدى الجهات المختصة، ودون أي أعباء مالية.

29- استخراج تصاريح البناء، والترميم اللازمة، واعتماد الكروكيات الهندسية لعقارات وأراضي الجمعية، وتسجيلها بالسجل العقاري بأمانة العاصمة المقدسة.

30-   إقامة احتفالات في عيد الفطر المبارك لمنسوبي الجمعية للمعايدة وإقامة بعض المسابقات.

31- بناء وإعادة تأهيل وترميم بعض عقارات الجمعية والحفاظ على أراضيها، وإثبات وقفيتها مما أسهم في زيادة موارد الجمعية المالية ومن ذلك:

‌أ-   استكمال بناء العمارة العائدة للجمعية والكائنة بحي المعابدة بعد الاتفاق مع مقاول المشروع
-مؤسسة عادل عبد الله كعكي- بتخفيض تكاليف البناء بمبلغ وقدره "ستمائة ألف ريال" مساهمة منه في إعمار هذا العقار -جزاه الله خيرا-.

‌ب- ترميم العمارة الكائنة بحي الششة، عن طريق فاعل خير، وجعلها مقراً لكافة إدارات الجمعية.

‌ج-   إخراج المعتدين من أرض الجمعية الكائنة بطريق مكة - جدة القديم.

‌د-     إثبات وقفية عمارة الشيخ محمد صالح القزاز -رحمه الله- الكائنة بحي الشامية.

هـ - هدم وإعادة بناء وقف الجمعية الشهير بوقف الكلزاري الكائن بمكة المكرمة بحي المسفلة عن طريق فاعلة خير.
النشأة والتطور
تبرع سريع